منتدى الفنون الأدبية للقصة الواقعية والادبية والمقالة والخطابة والمذكرات اليومية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
عضو فضي
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,214
|
![]() في ظلمة الليل في بيت متواضع البناء يطل على حقل القمح بلونه الخلاب وتلـُفه الأشجار، وبعض الورود التي تكسو المكان بجمالها يعيش خالد مع أسرته الصغيرة . تعود من أمه التلقين لآيات القرآن مع نطقه للحروف الأولى ، وأخذ يحاكي والديه بأداء الصلوات منذ تحركت أعضاؤه خارج مهده الصغير . على أعتاب المرحلة المتوسطة، بدأت أمه حصاد تعبها ، وحرصها عليه.. وفي ليلة أوت إلى الفراش ، بعد المعاناة من العمل بالمنزل طيلة النهار مع مراعاة واجبات خالد ومتطلباته . الوقت بعد منتصف الليل وقد استدعاها التعب للتقلب في فراشها وفي لحظتها شعرت بهمس أقدام خالد بصالة المنزل . نفض النوم نفسه من عينيها فتحت جفنيها على أقدام خالد وهو يدخل غرفته والوقت متأخر، طردت الخواطر المتزاحمة نومها : لماذا يقوم من نومه هذه الساعة، وما عهدتها عليه؟ آااه لقد كبر خالد لقد أفسد أصدقاء السوء ما تعبت من أجل ثباته عليه . ترى هل قام هذا الوقت المتأخر لمشاهدة التلفاز؟ ما عهدته مشاهدًا لمُحـرمات، ألا يمكن أن يكون أحد زملائه بالمدرسة أعطاه شريط فيديو ، وظن أن أنسب الأوقات لمشاهدته ونحن نيام ؟؟ . لا.. لا . إنه من المؤكد التليفون إنه على الأرجح سيتصل بـ... لا . خرجت الخواطر تدفع مشاعرها دفعـًا ، وما برد قـلبُها إلا بدمعات حزينة مفعـمة بالحب والخوف على ولدها خالد . أين حصاد السنوات من التوجيه والتربية، ترى هل قصرت معه ؟ هل يمكن أن يضيع كل ذلك في وقت قصير ، على غفلة منا ؟؟ كل هذا الشعور وغيره تدفق في لحظات قصيرة ، تدفق وهو مشوب بالألم الذي اعتصر قلبها عندما ظنت أنها سترى ابنها في لحظة الضعف ، وما كانت تظن أن ترى ما تعيشه الآن . استجمعت قواها النفسية ، وسحبت جسدها المثقل من سريرها كتمت أنفاسها ، وأخذت خطوات قصيرة نحو غرفة خالد وقد أعياها التفكير : هل أفتح الباب عليه دون استئذان ؟؟ لا .. لقد عودته أدب الإسلام بالاستئذان . - هل أصـيح به بصوتٍ عالٍ ليعرف الجميع لوعتي وحسرتي ؟؟ لا . إنه الموقف الأصعب الذي أتعرض له . كل ذلك ورجلاها تقتربان من الباب استجمعت أنفاسَها، اقتربت من باب غرفة خالد فما شعرت إلا بيدها على مزلاج الباب وقد أصابتها رعشة استمدت قوتها من ضربات قلبها المتتابعة . نظرت فوجدت نظرها وقد استجمع أركان الغرفة كلها في لحظات أقدامها على عتبة الغرفة لا أثر لحركة بالغرفة النور خافت لم تشعـر إلا وهي تردد : الحمد لله.. الحمد لله.. لقد وجدته فوق سجادته يصلي ركعتين قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر. يا له من دين
__________________
[align=center] [align=center] ![]() [blink]رجاء القراءة من خلال الرابط:[/blink] ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|